مغترب يعود إلى … وطن غريب

مغترب يعود إلى … وطن غريب

 

تعودت أن انقطع سنتان أو ثلاث ثم أحن إلى الوطن فأعود…

ولكني هذه المرة كنت أحمل من الشوق الشيء الكثير.. لعل الإنسان كلما كبر كلما وعى كلمة وطن..واحتاج الرجوع لأحضانه.

ولكني لم أتوقع أن أرى هذا الوطن بهذه الصورة.

سمعت كثيراً عن فساد الأجهزة الأمنية بمختلف أنواعها ولكن فعلاً لم أتوقع أو أتصور أن تصل لهذا الحد

ما سأذكره هو فقط مواقف عايشتها أو سمعتها خلال إجازتي القصيرة تصور الموقف بدون تحليل أو تعليق :

موقف 1 : ( الشرطة في خدمة الشعب ) هذا ما نسمعه في وطننا الغالي ، ولكن أي شعب أكيد الشعب الذي تحركت يداه بين جيبه وجيب الشرطة ، ضاع ابن لأحد المواطنين وطال الأمر فذهب لقسم الشرطة طالباً أن يكتبوا له محضر بحث حتى يتم العثور على فلذة كبده فكان رد قسم الشرطة أن ( أدفع خمسة آلاف نكتب لك محضر بحث وإلا مع السلامة ) ، لا أظن أني احتاج الوقف هنا.

موقف 2 : سقط أحد الرجال الكهول في أحد المساجد وهو يتوضأ فكسر عظمه ونقل للمستشفى وجاءت الدورية حفظها الله تطلب أن تعرف من دفعه للسقوط فرد الابن أن لا أحد فأصرت الشرطة أنها لن تغادر غرفة المريض حتى يشتكي المريض على أحد ( ليصبح هو الذي سيدفع ) أو يدفع المريض ( 500 ) ليرة ليتم إقفال المحضر.

 

موقف 3 : سرق مسجل سيارة أحدهم فعرف بخبرته أن ذهابه لقسم الشرطة ليشتكي سيكلفه أكثر من سعر المسجل فقرر السكوت وبعد مدة قبضت الشرطة على الحرامي فاعترف أن سرق المسجل الفلاني من السيارة الفلانية فأحضرت الشرطة المسكين صاحب السيارة وس و ج لماذا لم تشتكي وووو . ولم يخرج حتى راضا خاطرهم

ولكنه مصر على عدم تقديم أي بلاغ حتى لو سرق منه شيء للمرة الثانية والسبب ( أن تكلفة عدم تقديم شكوى أقل من تكلفة تقديم الشكوى )

 

وهذه حال الشرطة و المرور و شعب التجنيد و الجمارك والجيش ووو كل ما ينتمي للقطاع الحكومي .

 

وحتى لا نكون ظالمين فقد مرت علي حالة بعد عشرين حالة أن صدف أن أوقف شرطي مرور أحد السيارات لعكسه الطريق فعرض السائق على الشرطي رشوة بقدر ( خمس وعشرين ألف ليرة ) و صدقوا أو لا تصدقوا رفضها الشرطي فجزاه الله خيراً وثبته على الخير

 

ولكن ما السبب الحقيقي وراء الانتشار الواسع لهذا الفساد … أهو قلة الدخل أو صعوبات الحياة أو ماذا

أم غياب الوازع الديني و عدم تعود شعبنا على الرقابة الذاتية