هل يتصالح من ساعد الذئب على الغنم مع الراعي
بين الفينة والأخرى تجتمع بعض الفصائل الفلسطينية في محاولة لعقد مصالحة واتفاق بينهم ، وأرى من وجهة نظري أن هذا غير ممكن مطلقاً للأسباب التالية :
أن لكل من الطرفين مبادئ و أهداف يعمل لأجلها، بل ولكل طرف حدود لا يسعه تعديها، لأنه لو تعداها فلن يبقى أو لن يمثل ما كان يمثله في السابق.
فالسلطة الفلسطينية ( برأيي ) أنها الأداة التي قبلت بها إسرائيل لتقوم مقام الفلسطينيين في تمرير الاتفاقيات المذلة، والتي لا تزيد المسافة بين الفلسطينيين وحقهم إلا بعداً، ولا تضيف إلا مزيداً من الشرعية و القوة والتسلط لإسرائيل.
أما حركات المقاومة فهي نبض الشعب الفلسطيني الذي ما زال يصر على استرداد أرضه، و يرفض الاعتراف بهذه الغدة السرطانية التي استطاعت أن تجعل نفسها الأصل، و يصبح أهل الأرض هم الضيوف الذين يتسولون في كل اتفاقية شبراً من الأرض ليقيموا عليه دولتهم.
السلطة ( لن تقبل ) ومن وراءها بحكومة جديدة تشارك فيها حماس التي لا تعترف بإسرائيل و لا تعترف بالاتفاقيات السابقة.
والحركات المقاومة لن تقبل بحكومات شكلية، بينما يستمر الوضع على ما هو عليه،
وتتحكم السلطة و أجهزتها بالوضع السياسي والداخلي كذلك.
لذا لن يتصالح الطرفان تصالح حقيقي ( غير شكلي يُهدم خلال أسابيع ) إلا إذا
تنازلت الحركات المقاومة عن مبادئها وتدمغ حينها هي كذلك بالخيانة للأمتين العربية والإسلامية، و تقبل بالدخول في مفاوضات مع العدو الصهيوني تضيع فيها السنين ويضيع معها الحق المغتصب.
أو ترجع السلطة عن خيانتها، وتنضم للحركات المقاومة، و تبدأ طريق المقاومة لاسترداد الأراضي المغتصبة ، وتعي أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
….
(((ملحق : مسيرة المفاوضات التي سترجع للأمة حقها )))
· مؤتمر مدريد : جرت بين الدول العربية وبين إسرائيل و كانت مشاركة الفلسطينيين من خلال وفد أردني.
· اتفاقية أوسلو أيلول / سبتمبر 1993 : أقر الصهاينة بتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للفلسطينيين ( لإنجاز مخططاتها ) وجرى آنذاك تبادل رسائل بين عرفات ورابين تنص على اعتراف الأول بحق إسرائيل بالوجود واعتراف الأخير فقط بـ ” منظمة التحرير الفلسطينية ” ممثلاً للشعب الفلسطيني.
· كامب ديفيد 2000 م : أجريت عدة محاولات من بينها ( طابا 1995 –واي ريفر 1998 – شرح الشيخ 1999 ) لتسريع وتيرة الانسحاب وتطبيق مقتضيات أوسلو فيما يتعلق بالحكم الذاتي وجميعها انتهت لانسحاب شكلي و عدم بسط أي سلطة حقيقية للفلسطينيين.
· ثم قرر الرئيس الأمريكي الأسبق ( بيل كلينتون ) في عام 2000م التصدي لقضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها مسائل الحدود والقدس واللاجئين والتي أرجأت أوسلو إثارتها إلى مفاوضات لاحقة وجرت المفاوضات في شهر يوليو/تموز وشارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي الصهيوني آنذاك إيهود باراك ورئيس منظمة التحرير الفلسطيني ياسر عرفات.
ولم تسفر هذه المفاوضات عن أي اتفاق مع ماجرى فيها من التفاوض على تلك المسائل بتفصيل غير مسبوق. وكانت المشكلة الأساسية هي أن أقصى ما قالت إسرائيل أنها قادرة على تقديمه كان دون الحد الأدنى لما قال الطرف الفلسطيني المفاوض أنه قادر على قبوله.
وعرضت إسرائيل قطاع غزة و أجزاء من الضفة الغربية و شطراً من صحراء النقب نظير احتفاظها بالسيادة على أهم الكتل الاستيطانية في الضفة والكثير منها يقع ضمن حدود القدس الشرقية أو حولها. وتلا إخفاق مفاوضات كامب ديفيد 2000 م اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
· طابا 2001 م : في نهاية فترة ( بيل كلينتون ) عرض مقترح يتضمن إجراء محادثات في واشنطن ثم القاهرة وطابا بمصر فأدت إلى تعميق الخلاف دون التغلب عليها وجاء في البيان الختامي ( لقد تبين أنه من المستحيل التوصل إلى تفاهم يخض جميع المسائل )
· خريطة الطريق ( 2003 )م : تبنت الرباعية الدولية ( أمريكا – روسيا – الاتحاد الأوروبي – الأمم متحدة ) خطة خارقة الطريق التي طرحها ( جورج بوش الابن ) ولا تعرض هذه الخطة تفاصيل التسوية النهائية لكنها تقترح سبل حل الصراع ، ودعت إلى إقامة دولتين صهيونية وفلسطينية حسب المراحل التالية واضعة الأولوية للشأن الأمني :
1. يصدر الطرفان بياناً يؤكدان فيه دعمهما لمبدأ الدولتين ويتوقف الفلسطينيين عن ” العنف ” والتصدي لكل الضالعين في ” الإرهاب ” ويتوقف الصهاينة عن بناء المزيد من المستوطنات و يلتزمون بضبط النفس عسكرياً.
2. مؤتمر دولي يشهد ولادة دولة فلسطينية ” بحدود مؤقتة ” .
3. مفاوضات الاتفاق النهائي.
طبعاً لم تطبق خارطة الطريق فقد نصت على الوصول لاتفاق نهائي قبل نهاية عام 2005 م لكن الأحداث تجاوزتها
( المحلق هذا منقول من مجلة البيان ” بتصرف بسيط ” العدد259 ربيع الأول 1430هـ )
Filed under: فلسطين | Tagged: فلسطين،فتح،الأنظمة الفاسدة،الانظمة الفاسدة،الغيث،اسرائيل،حماس،سياسة،غزة | 6 تعليقات »